هناك العديد من الكتب و المراجع العربية التي تتطرق بشكل عام و ملخص الى العلاج المعرفي السلوكي من الناحية النظرية و التطبيقية، و من بين احدث الكتب حاليا كتاب حالات عيادية في العلاج المعرفي السلوكي 12 حالة .
Cognitive Behaviour Therapy Case Studies
تاليف :
Mike Thomas
Mandy Drake
ترجمة :
فرحات بوزيان
سنة النشر : 2024
معلومات عن كتاب حالات عيادية في العلاج المعرفي السلوكي
عن مؤلفين كتاب حالات عيادية في العلاج المعرفي السلوكي 12 حالة
ماندي در ايك Mandy Drake
أستاذة محاضر في الصحة العقلية في جامعة تشيستر بالمملكة المتحدة. حصلت على التأهيل كممرضة للصحة العقلية قبل 20 سنة وأمضت معظم مسيرتها المهنية في العمل مع الفئات السفلى للمجتمع، حيث ركزت على التكفل بالأشخاص الذين يعانون من المشاكل الشائعة للصحة النفسية. عملت بالعلاج المعرفي السلوكي لمدة 12 سنة وبالأخص البرامج العلاجية القصيرة (المختصرة)، وهي تسعى الآن إلى تقريب العلاجات النفسية لكل من الأشخاص الذين يريدون أن يتكونوا فيها والأشخاص الذين يريدون أن يتلقوها، وفي سياق أنشأت برنامج ماستر يعنى بالعلاج النفسي متعدد المناهج تعمل ماندي حاليا كمعالجة معرفية سلوكية في مركز الإستشارة النفسية التابع للجامعة.
مايك توماس Mike Thomas :
أستاذ اضطرابات التغذية في جامعة شيستر أمضى قرابة 30 سنة في الممارسة العيادية والحياة الأكاديمية، وهو يعمل منذ 1990 مع الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات التغذية يدير حاليا عيادتين منفصلتين، الأولى مختصة في الحالات الشديدة والصعبة والثانية مختصة في التشخيص الفارقي تركز أبحاثه الحالية على تأثير العلاج العائلي على الراشدين الذين يعانون من اضطرابات التغذية وتأثير الجوانب الفيزيولوجية على استمرارية مشاكل الصحة النفسية.
إضافة إلى مساهمين آخرين و هم :
مات بوين Matt Bowen – جانيس لامب Janice Lamb – إيان و روس Ian W Ross – دينيس تورنر Dennis Turner.
عن مترجم كتاب حالات عيادية في العلاج المعرفي السلوكي 12 حالة
فرحات بوزيان Ferhat bouziane مختص نفسي ممارس متحصل على شهادة ليسانس علم النفس العيادي ( الاكلينيكي ) من جامعة قسنطينة 02 و شهادة ماستر العلاج المعرفي السلوكي من جامعة الجزائر 02 له عدة اعمال اهمها :
الدليل التطبيقي للعلاج المعرفي السلوكي
مقدمة كتاب حالات عيادية في العلاج المعرفي السلوكي 12 حالة
يعتبر العلاج المعرفي السلوكي الخيار العلاجي الأول للعديد من الاضطرابات والمشاكل النفسية في المؤسسات والهيئات الصحية في العالم المتقدم. ونظرا إلى القصور الواضح في بلدنا من ناحية المراجع التي تتناول التطبيق العملي الواقعى لبرامج علاجية معرفية سلوكية على حالات حقيقية من جهة، ونقص كبير في المراجع التي تتضمن المراحل التي يتم اتباعها في البرامج العلاجية لهذا التيار العلاجي من جهة أخرى، ورغبة مني في تقديم وسيلة مساعدة بسيطة تفيد كلا من الطلبة والمختصين والأساتذة في تعلم وتطبيق وتدريس العلاج المعرفي السلوكي، فقد ارتأيت بعد قراءة معمقة لهذا المرجع بلغته الأصلية أن أقوم بترجمته إلى لغتنا العربية ترجمة علمية موضوعية تحفظ الأمانة العلمية من جهة وتسهل استخدامه على الناطقين بالعربية من جهة أخرى.
لا يتضمن هذا الكتاب سوى فصل نظري قصير وبالتالي فعلى قارئه أن يكون على دراية نوعا ما بالعلاج المعرفي والسلوكي وأن يمتلك على الأقل خلفية نظرية كافية عنه. وبعد هذا الفصل النظري القصير ينطلق الكتاب في عرض 12 حالة عيادية حقيقية طبقت معها برامج علاجية معرفية سلوكية في مؤسسات صحة نفسية حكومية في المملكة المتحدة ( بريطانيا ) وذلك في شكل فصل لكل حالة بحيث يتكون كل فصل من العناصر التالية : الأهداف التعليمية، المحكات التشخيصية ، عوامل الاستعداد القبلي والعوامل المفجرة، الانتشار الديموغرافي تدرج الشدة، عرض الحالة، الإطار العام، العميل، جلسات الفحص صياغة الحالة الجلسات العلاجية، جلسات تقييم العلاج إجراءات التسريح، نقد الحالة، والمشاكل التي ظهرت أو يمكن أن تظهر خلال العلاج.
ما سيستفيده قارئ هذا الكتاب هو الاطلاع على نقل حي لسير تطبيق العلاج المعرفي السلوكي في الواقع مع حالات حقيقية مختلفة بخصوصياتها وظروفها، وليست مجرد حالات افتراضية أو نظرية حيث سيسير مع كل حالة في رحلتها العلاجية بكل منعرجاتها الجيدة ،والسيئة، ويتعرف على قرارات المعالج مختلف مراحل العلاج وخاصة في الفترات الحرجة والصعبة، والتي تكون أحيانا هي الأفضل وأحيانا تتعرض للانتقاد في جزء «نقد الحالة»، كما سيتعرف التي تواجه العلاج باختلاف ظروف و خصوصيات كل حالة
ويلاحظ أن نسبة نجاح العلاج تكون متفاوتة بين الحالات زيادة على إدراك حقيقة أن العلاج لا يحقق نفس النجاح على جميع الجوانب المستهدفة أو على مستوى جميع الأهداف المسطرة مع الحالة.
اهداف كتاب حالات عيادية في العلاج المعرفي السلوكي 12 حالة
هناك الكثير من الكتب التي تتحدث عن العلاج المعرفي السلوكي، ولا عجب في ذلك، فهذه المقاربة العلاجية هى المهيمنة في معظم المؤسسات الإكلينيكية حاليا. لقد اكتسبت هذه المقاربة شعبية كبيرة جدا إلى درجة أن العديد من مبادئها تطبق في مجالات بعيدة بشكل بارز عن مجالي الصحة والتربية فنجدها في الرياضة والتدريب التنفيذي وكذلك في المنظمات التجارية وغير التجارية التي تستخدم مبادئ العلاج المعرفي السلوكي ضمن برامج الإدارة والقيادة. يمكننا أن نرى بوضوح أن العلاج المعرفي السلوكي يؤثر على مجالات عديدة حولنا، في التجارة، التسويق الإشهار والإعلام، وحتى السياسيون ورجال الإقتصاد أصبحوا مهتمين به فنحن كمستهلكين مثلا ، يمكننا أن نرى تطبيقاته المتمثلة في التقنيات المعرفية المستخدمة في التسويق بهدف تعزيز ولائنا للمنتوج، والتي بدورها تخلق استجابة شرطية عبر تكرار الشراء ثم تتعمم تلك الاستجابة إلى منتوجات أخرى من نفس المصدر – وهذا يعتبر تكييفا لمبادئ التعزيز الإيجابي. كما أن السياسيين قد بدأوا يفهمون أن الصراخ والبروباغاندا البحتة لا تحدث تغييرا يذكر في البشر، وأن هناك تقنيات أفضل وأكثر نزاهة لتغيير أو تقوية افتراضات كامنة أو معتقدات جوهرية لفائدة المجتمع.
لكن هذا التوسع وهذه الشعبية الجارفة لمبادئ العلاج المعرفي السلوكى تأت من العدم، حتى ولو كان الأمر يبدو كذلك. فقد استغرق الأمر قرابة 60 سنة ليصل العلاج المعرفي السلوكي إلى ما هو عليه الآن انطلاقا من التحليل النفسى ونظريات التعلم التربوية والتطورات المبكرة الـ حصلت في التقنيات المعرفية والسلوكية. فآرون بيك، أحد أبرز المساهمين في تطور العلاج المعرفي السلوكي كان ينتمي إلى التحليل النفسي ومحاولاته لإدخال النظريات التحليلية في العلاجات السلوكية التي كان يطبقها هي التي أسفرت عن ظهور نظرياته في العلاج المعرفي السلوكي.
لقد تمت مهاجمة العلاج المعرفي السلوكي ووصفه بأنه براغماتي و شبه ميكانيكي في التعامل مع الاضطرابات الإكلينيكية، واتهم لفترة طويلة بالانعزال والبرود. لكن ذلك قد يعود إلى أنه أكثر تيار علاجي تتناوله الدراسات العلمية، وتلك القيود والإجراءات الصارمة التي تفرضها الدراسات العلمية لضمان الموضوعية
هي التي ساهمت في إكسابه هذه السمعة الخاطئة. لأن رواده في الحقيقة، منذ بيك وإيليس وغيلدر وصولا إلى المعالجين الحاليين، يركزون تركيزا كبيرا على تطوير التعاطف والثقة في العلاج المعرفي السلوكي.
لقد أثبتت الدراسات العلمية بشكل متكرر أن هذه المقاربة العلاجية فعالة وجديرة بالتكلفة. جديرة بالتكلفة لأنها تعطي نتائج جيدة بالمقارنة مع الوقت والمال والموارد المستهلكة وفعالة بمعنى أنها تعطي نتائج منسجمة ومتكررة مع مجموعة واسعة من الحالات والمؤسسات المختلفة. كما أنه علا. مرن جدا، ويمكن تطبيقه في عدة وضعيات، بما في ذلك تطبيقه ذاتيا في المنزل من خلال كتب وأدوات المساعدة الذاتية والتثقيف النفسي .
أما فيما يتعلق بالتدخلات العلاجية في هذا التيار فيمكن أن تكون موجزة تتكون من 6 – 12 حصة بمعدل ساعة للحصة الواحدة، كما يمكن أن تكون أطول بكثير في حالة الاضطرابات والمشاكل الشديدة والمزمنة، والتي قد يحصل فيها العميل حتى على حصص إضافية بعد نهاية العلاج لتفادي الانتكاس وهذا الأمر أدى إلى خلق جدل بين الممارسين المطبقين للعلاج المعرفي السلوكي فبعضهم يقول بأن جودة العلاج ستتدهور في حالة عدم تساويها مع السعر المدفوع، في حين يقول آخرون بأن الضمير المهني والأخلاقي يستوجب توفير أفضل جودة بأقل سعر.
بغض النظر عن هذا، فإن درجة الفعالية والجدارة بالتكلفة التي وصلت إليها المقاربة المعرفية السلوكية، جعلت المعهد الوطني للامتياز الإكلينيكي (NICE) يوصي باستخدام العلاج المعرفي السلوكي كتدخل علاجي مع مجموعة واسعة من المشاكل الإكلينيكية. وهذا الأمر أدى إلى خلق جدل آخر بين الممارسين فيما يتعلق بتطبيق المناهج العيادية. فبعضهم يقترح تعويض منهج صياغة الحالة الفردية والخطط العلاجية الفردية بالصياغة الموجهة بالبروتوكول والنماذج العلاجية المخصصة لكل اضطراب إكلينيكي، بينما يقول آخرون بأنه لا ضير من إبقاء العمل بالمناهج الثلاثة معا.
العلاج المعرفي السلوكي مرن أيضا من ناحية المدارس النظرية ، فهو يشمل الآن في موجته الثالثة كلا الثالثة كلا من اليقظة الذهنية، العلاج الزواجي والعائلي وكذا مبادئ المقاربة متعددة المناهج والعبر معرفية، وهو مستمر في تطوير في وتبني تطبيقات جديدة.
كل هذا يجعل من العلاج المعرفي السلوكي الخيار العلاجي الأكثر شيوعا لدى مؤسسات الصحة النفسية، ومن المستبعد أن تجد اليوم مختصا في الصحة النفسية لا يعرفه مهما كان تخصصه مختص في الصحة النفسية العامة، ممرض للصحة النفسية مختص نفسي، طبيب عقلي، عامل اجتماعي، معالج مهني.. إلخ).
رغم هذا، فإن عدد الكتب التي تتناول دراسة حالات إكلينيكية أقل بكثير من تلك التي تتناول النظريات والمبادئ، وللأسف فإنه حتى تلك التي تتناول دراسة حالات إكلينيكية غالبا ما تكون معقدة ومليئة بالمصطلحات الصعبة وموجهة للمختصين المتمكنين فقط . ولذلك جاء هذا الكتاب بسيطا موجها لكل المهتمين بالتطبيق الميداني للعلاج المعرفي السلوكي ومتناولا بعضا من أكثر الاضطرابات الإكلينيكية شيوعا ، جاعلا هدفه الأساسي توضيح الجانبين النظري والتطبيقي بشكل أكبر. ويمكن لكل من الطلبة والممارسين ومقدمي الرعاية والمحاضرين استخدامه لتطوير معارفهم عن العلاج المعرفي السلوكي.
يجب الانتباه إلى أن هذا الكتاب ليس من نوعية الكتب الموجهة للمختصين المتمكنين فقط، التي تتناول الجانب النظري أو التشخيص بشكل عميق ولا يقدم نماذجا لتدخلات علاجية افتراضية مبنية على عملاء غير حقيقيين. بل يعرض تطبيق العلاج المعرفي السلوكي كما هو عليه في الواقع مع عملاء حقيقيين يظهرون أعراضا إكلينيكية حقيقية، على سبيل المثال: ستجد أن بعض الحالات تتحسن بشكل جيد خلال العلاج بينما حالات أخرى تعاني من صعوبات معتبرة. وهذا التنوع في الحالات يهدف إلى إعادة الإعتبار لفردانية العميل وأن العلاج المعرفي السلوكي يجب أن يكيف على حسب احتياجاته.
ستجد أيضا في هذا الكتاب المزيد من التأكيد والتبيين بأن العلاج المعرفي السلوكي يتضمن جانبا إنسانيا في العلاقة بين المعالج والعميل ، ولا يمكن أبدا تطبيقه بنجاح دون التحلي بمستوى جيد في مهارات التواصل التعاطف والتفهم . كما ستجد أيضا المزيد من التوضيح بأن الفحص وصياغة الحالة يتطلبان إقامة علاقة ثقة وأمان مع المفحوص، وذلك أمر مستحيل بدون مستوى جيد من مهارات التواصل والتفاعل الإنساني. في الواقع التدخلات العلاجية المعرفية السلوكية التي لا تتضمن التفهم والتعاطف اللازمين لا تعتبر أصلا علاجات معرفية سلوكية، بل مجرد تطبيقات اصطناعية لمبادئ العلاج المعرفي السلوكي مبنية على مبادئ إقتصادية مادية بدلا من الإهتمام الصادق والحقيقي بمعاناة أولئك الذين يطلبون المساعدة.
إن أحد أهداف هذا الكتاب هو استخدام حالات إكلينيكية لعرض التطبيق الواقعي للعلاج المعرفي السلوكي مع عملاء يعانون من مشاكل متعددة ويبحثون عن تدخل يتميز بالكفاءة، التعاطف والثقة لمساعدتهم على التعامل مع تعقيداتها في حياتهم اليومية. وبالتالي، فلن تجد فيه نماذج لعلاج مشكلة وحيدة لدى العميل لأن ذلك غير واقعي وغير موجود تقريبا في الممارسة الميدانية وبدلا من ذلك ستجد التطبيق الواقعي للعلاج المعرفي السلوكي مع حالات تعكس فعلا ما يوجد في واقع الميدان الإكلينيكي، ما سيساعدك على الإطلاع الحقيقي على العالم المعقد الذي يعيش فيه المعالج المعرفي السلوكي.
تجدر الإشارة إلى أن اطلاعك على كل من دليل الاحصائي و التشخيصي الخامس المعدل DSM 5 -IV-TR و 10 ICD سيفيدك كثيرا في فهم المحكات التشخيصية لكل مشكل إكلينيكي سيعرض هنا ، كما أن قراءتك لبعض المراجع التي تتناول بشكل عميق الجانب النظري للعلاج المعرفي السلوكي ومبادئه سيكون مفيدا جدا لتحقيق أكبر استفادة من هذا الحالات المعروضة في هذا الكتاب.
يمكنك طلب نسخة أو الاطلاع على فهرس كتاب حالات عيادية في العلاج المعرفي السلوكي 12 حالة