تستخدم أساليب علاجية مختلفة في علاج الوسواس القهري مثل: أسلوب التحليل النفسي، العلاج السلوكي، العلاج المعرفي و العلاج باستخدام العقاقير.
عناصر البحث :
تمهيد
1 – فنيات التحليل النفسي
أ – التفريغ الإنفعالي
ب – التداعي الحر
ج – تحليل الأحلام
2 – فنيات السلوكية العلاجية المستخدمة في علاج الوسواس القهري
أ – الإسترخاء العضلي
ب – فنية التعرض
ج – إيقاف التفكير
3- بعض فنيات المعرفية العلاجية
أ – الاستبصار بالمرض
ب – ربط المعرفة بالإنفعال
ج – ربط الماضي بالحاضر
د – صرف التفكير
هـ – إيقاف الأفكار
و – الواجبات المنزلية
4 – العلاج باستخدام العقاقير
5- العلاج الكهربائي
6- العلاج الجراحي
7- العلاج البيئي والإجتماعي
8 – العلاج الروحي الديني
خلاصة
المراجع
علاج الوسواس القهري
1 – فنيات التحليل النفسي العلاجية :
يشير هذا الجانب إلى بعض الفنيات منها ما يلي :
التفريغ الانفعالي التداعي الحرّ، تحليل الأحلام.
أ – التفريغ الإنفعالي: Enotional Catharsis :
يتطلب تنفيذ هذه الفنية وجود علاقة إنسانية بين المريض و المعالج، و توفير الأمن و الإطمئنان للمريض، ليقوم بالتعبير عن مكبوتاته و التي قد تتضمن مشكلات أو إضطرابات، و عندما يعبر عن ذلك يفرغ شحنات إنفعالية، و بقدر حريته في التعبير (التفريغ) يكون إعادة التوازن النفسي له.
ب – التداعي الحر : Free Association :
لتنفيذ هذه الفنية، تتم المقابلات بين المعالج و المريض و يحصل المعالج على المعلومات عن المريض ) تاريخ الحالة ) و يحاول وضع تشخيص، ثم يطلب المعالج من المريض أن يضطجع مسترخيا على أريكة و يجلس المعالج من خلفه و يطلب منه أن يقول أي شيء و كل شيء يرد في ذهنه و سرعة قدرته على التعبير مرتبطة بشدة مقاومته للعلاج، و يخرج المريض مستدعياته تدريجيا، و هي تشكل مجموعة من الأفكار و المشاعر المشحونة بالانفعالات و من الضروري أن المعالج يوجه المريض من وقت لآخر نحو الأفكار و المشاعر ذات الدلالة الخاصة.
ج – تحليل الأحلام Dream Analysis :
يناقش ” فرويد ” رمزية الأحلام فيذهب إلى أن عنصر الحلم نفسه رمز للفكرة اللاشعورية وتعرف العلاقة بين الحلم و ترجمته بالعلاقة الرمزية و يشير ” فرويد ” إلى طريقتين لتحليل الحلم هما :
– إستدعاء الحالم لخواطره و ذكرياته ( التداعي الحر ) حتى نصل إلى الفكرة المستترة وراء بديلها الظاهر ( الدور الرئيسي هنا يقع على المريض ).
– الكشف عن معاني الرموز من المعلومات الخاصة بالموضوع (الدور الرئيسي هنا يقع على المحلل النفسي) مع أهمية الإعتماد على المريض لفهم الموضوع المرتبط بالرمز.
و ينبه أصحاب هذا الاتجاه العلاجي إلى الصعوبات التي يواجهها المحللون النفسيون مع هؤلاء المرضى و يشيرون إلى تحديد “فينجل” لهذه الصعوبات كالآتي:
– صعوبة عملية الطرح، و بالتالي عدم وجود الألفة العاطفية بين المريض و المحلل النفسي.
– التغير المستمر في أعراض المريض، مما يجعل الاستمرار في تحليل الأعراض صعبا.
– إن المريض بالعصاب القهري يصعب عليه الاسترخاء التام أو الخضوع لعملية التداعي الحر، نظرا لمتابعته الحذرة لكلامه و سلوكه و نقضه لذاته و إرتفاع درجة حساسيته لطبيعة شخصيته القهرية.
– يعتمد المحلل في علاجه على استعمال الجزء المتكامل في الشخصية للتقدم البطيء في التحليل، و في حالات الوسواس القهري المزمن تكون الشخصية قد تداخلت مع المرض بطريقة يستحيل معها فصل أي جزء متكامل منها للنفاذ إلى العلاج التحليلي.
– يتمركز المريض حول مثاليته بحيث يستحيل عليه الاقتناع بالتنازل عن تلك المثالية و الواقع أن علاج اضطراب الوساوس القهري باستخدام التحليل النفسي بقي في نطاق ضيق، و أنه يستخدم من قبل البعض أملا في تخفيف الأعراض و التقليل من آلام المريض.
2 – فنيات السلوكية العلاجية المستخدمة في علاج الوسواس القهري
يستخدم العلاج السلوكي في العديد من الامراض النفسية،و يشير هذا الجانب إلى الفنيات التالية : الاسترخاء العضلي، التعرض، منع الاستجابة، إيقاف التفكير.
أ – الإسترخاء العضلي Muscle Relaxation :
يستخدم الإسترخاء كأسلوب قائم بذاته لخفض التوتر و التخلص من حالة الأرق والقلق الشديد وعند تنفيذ هذه الفنية يطلب من المريض إرخاء عضلات جسمه، أثناء تركيز انتباهه على أفكار معينة أو مشاعر معينة، القاعدة و السلوكية هنا أن أي مثير يمكن مواجهته و إضعافه عن طريق استجابة سارة ( استجابة مضادة لإستجابة الوساوس و القلق ).
ب – فنية التعرض :
تعتبر من أكثر الفنيات السلوكية استخداما في علاج اضطراب الوساوس و الأفعال القهرية، و هدفها التأثير على الأعراض السلبية للقلق.
و تختلف طريقة التعرض باختلاف مكان المواجهة، و أسلوب المواجهة:
التعرض من حيث مكان المواجهة :
يوجد نوعان من المواجهة.
– التعرض الميداني: in Vivo:
أي التعرض للمثيرات الواقعية و لمسها، إما في البيئة الطبيعية ( كالمنزل ) أو في البيئة المقلدة ( كالعيادة ) ، و كلما صمد المريض للموقف و لم يهرب، أمكن إطفاء القلق.
– التعرض التخيلي: Imaginal :
يتم تصور الموقف التخيلي ) بدلا من مواجهته واقعيا) و الإبقاء عليه حتى التعود عليه وإضعاف القلق، خاصة إن كان الموقف يترتب عليه مخاطر، مثل الحرائق و الانتحار فيفضل هذا التعرض ( التخيلي ) عن التعرض الميداني.
التعرض من حيث أسلوب المواجهة هما أسلوبان سواء كان التعرض ميداني أو تخيلي
– مواجهة المثيرات دفعة واحدة و بدون تدرج و من شروطه اقتناع المريض به.
– التعرض المتدرج بحيث يتم التعرض للمثيرات من الأقل إلى الأكثر شدة.
– منع الاستجابة : Response Prevention :
تقوم هذه الفنية على أساس منع المريض من القيام بطقوسه مما يؤدي إلى خفض القلق، و يمكن استخدامها في بيئة طبيعية ( كالمنزل) أو بيئة مقلدة ( كالعيادة ) ، و مثلها مثل فنية التعرض إذ تعتبر من أهم الفنيات المستخدمة في علاج الوساوس و الأفعال القهرية، كما يمكن استخدام الفنيتين ) التعرض و منع الاستجابة ) معا أي في الوقت نفسه، أو استخدام فنية منع الاستجابة بعد الانتهاء من تنفيذ فنية التعرض.
ج – إيقاف التفكير : Thought Stopping
تعتمد هذه الفنية على الاقتران بين الفكرة الوسواسية و النطق بصوت عال ” قف ” بعد ذلك يتم خفض الصوت تدريجيا حتى يصل إلى النغمة العادية التي تعود المريض عليها، إلا أن البعض يرى القيمة العلاجية لهذه الفنية قليلة مقارنة بسابقيها ) فنية التعرض، فنية منع الاستجابة )
3- بعض فنيات المعرفية العلاجية :
أهم الأساليب المستخدمة في ضوء خصائص مرض الوساوس و الأفعال القهرية و سمات الشخصية للمريض:
أ – الاستبصار بالمرض :
حيث يتم إعطاء معلومات محددة و فعالة عن مرض الوساوس و الأفعال القهرية من حيث الأعراض و الأسباب و مشاكل الحياة …. و الاستبصار بالمرض عامل هام في نجاح أي برنامج علاجي.
ب – ربط المعرفة بالإنفعال :
يتم التركيز هنا على المواقف التي تؤدي إلى الأفكار الوسواسية و الأفعال القهرية، و الوقت التي تظهر فيه الأعراض، و الفترة الزمنية التي تستغرقها.
ج – ربط الماضي بالحاضر:
يتم التركيز هنا على أحداث الطفولة المسببة للمرض، و إقناع المريض بهذه العلاقة.
د – صرف التفكير :
حيث يتم تدريب المريض على كيفية صرف تفكيره من التفكير في الأعراض المريض إلى التفكير في أشياء أخرى.
هـ – إيقاف الأفكار
حيث يتم تعليم المريض على كيفية مواجهة المثيرات التي تبعث الأفكار الوسواسية و الأفعال القهرية و منذ استبعاد أي فكرة سلبية.
و – الواجبات المنزلية
حيث يتم تعليم و تدريب المريض على كيفية ممارسة مهارات معرفية بحيث يُدرب على كيفية مواجهة المواقف والتفاعل معها بطرق سلوكية جديدة مغايرة للطرق السلوكية السابقة الدالة على الاضطراب
4- العلاج الدوائي و العقاقير الخاص بالوسواس القهري:
في الآونة الأخيرة، تم الإستفادة في علاج الوسواس من علاج تعاطي المخدرات حيث تم تطوير الجزيئات التي تمنع امتصاص السيروتونين على المستوى المركزي و الذي من شأنه أن يظهر مدى فعاليته في مكافحة الوسواس بشكل صحيح.
“الإميبرامين” « Imipramine » “كلور “أميبرامين « Clorimpramine »:
إفترض أن مرض الوساوس يشكون من نقص في السيروتونين في مناطق الاشتباك العصبية الدماغية، مما أسرع إلى استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب ذات التأثير النوعي على السيروتونين في علاج إضطراب الوساوس و الأفعال القهرية و هما الدوائين السابقين الذكر.
– عقار الكلوميبرامين « Clomipramine :
أشارت نتائج دراسة إلى وجود تحسن ملحوظ لدى مجموعة علاجية ( استخدمت العقار مدة 5 أسابيع )، كما أشارت أيضا إلى أن العلاج بالعقاقير لا يكون مفيدا في معظم الحالات إذا كان الأمر يتطلب علاج طويل المدى.
كما تفيد دراسات أخرى عن نتائج باهرة تحققها الأدوية المضادة للاكتئاب الثلاثية الحلقة بخاصة الكلوميبرامين ( الأنافرانيل بمقادير عالية تصل إلى 150 – 200 ملغم يوميا ) و أيضا مثبطات أحادية أمين الاكسيداز (MAOI) ، و لكن الأعراض الوسواسية غالبا ما تعود ثانية عندما يوقف إعطاء هذه المستحضرات.
5– العلاج الكهربائي للوسواس القهري
الصدمات الكهربائية ليست علاجا أساسيا أو أوليا في مريض الوسواس ، و لكن إذا عانى المصاب من كآبة و ميلانخوليا و علل جسمية و وساوس المراق و ميول انتحارية فعندئذ يكون العلاج الكهربائي
في محله.
6– العلاج الجراحي:
لعل أول مبرر لعمليات قص الفص الجبهي هو مرض الوسواس القهري، فالتوتر الشديد و الاندفاع و الآلام النفسية التي يعانيها المصاب مع وجود شخصية متماسكة و متراصة كلها تساعد على نجاح العملية و خاصة عندما نجد أن العلاج النفسي و العقاقيري و الاجتماعي لم ينتهي بالفائدة المرجوة، فإذا انتقينا المريض المناسب القوي الشخصية الذي يعرقله المرض من التكيف كانت العملية في محلها المناسب.
7– العلاج البيئي والإجتماعي للوسواس القهري:
تلعب الظروف البيئية و الاجتماعية دورها في تعزيز واستمرار أعراض الحصر، و لذلك يكون تبديل العمل أو المحل أو التلاعب بشيء من ظروف المريض يعتبر خطوة مساعدة و مهمة في الشفاء، فالتفكير بالعدوى من مرض معين قد يخف بالابتعاد النسبي عن مصدر العدوى إن وجد، و العلاج الاجتماعي لوحده لا يكفي إلا باقترانه مع العلاجات النفسية و الأدوية.
8 – العلاج الروحي الديني للوسواس القهري
لما كان هذا الإعتلال نفسيا روحيا فإن أوفر ما يكون في علاجه شفاء الأرواح و الأبدان، الذي قال عنه الخالق سبحانه: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ 3 وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} الإسراء 82 ، و من كان له نصيب من العلم بعدل الله و حكمته و رحمته و ما شرعه على لسان نبيه محمد عليه أفضل الصلاة و السلام، فهو أسعد في السلامة من تأثيرات الوساوس، و الله جل و علا قد أمر عباده أن يستعيذوا به من أعظم مصدر للوساوس و العلل، فقال سبحانه: { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)} (سورة الناس) .
فالشيطان دائم الوسوسة للإنسان فيحذره، فدائما يبدأ التساؤلات التي تصل به إلى أخرى حتى يصل به إلى ما يغضب الله تعالى، فعن عمارة بن خزيمة الأنصاري يحدث عن أبيه أن رسول الله “صلى الله عليه وسلم قال: ” يأتي الشيطان الإنسان فيقول : من خلق السموات؟ فيقول: الله، ثم يقول: من خلق الأرض؟ فيقول الله حتى يقول من خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله و رسوله صلی الله عليه وسلم ” (رواه أحمد، فالشيطان ذئب الإنسان فعن معاذ بن جبل” عن “رسول الله صلى الله عليه وسلم”: ” إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية و الناحية، و إياكم و الشعاب وعليكم بالجماعة و العامة .”. رواه أحمد (مرجع سابق، ص 90)
والعلاج الديني للوسواس القهري باختصار يركز على استخدام الممارسات والمبادئ الدينية للتخفيف من القلق والتوتر. يشمل ذلك الصلاة والذكر والتأمل، بالإضافة إلى الاعتماد على الإيمان والتوجه الروحي لتقوية الصمود والطمأنينة الداخلية. هذا النهج قد يكون فعالة لبعض الأشخاص، لكنها قد لا يكون كافية للبعض الآخر، و هذا حسب طبيعة الشخصية و شدة الاضطراب مما يتطلب العلاج النفسي .
خلاصة :
العلاجات الفعالة والناجحة تعتمد على مجموعة متعددة من الاساليب، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي والدوائي. كما أن تشمل الخطة العلاجية التعليمات حول كيفية التعامل مع الأفكار الوسواسية والمشاعر المرتبطة بها، وكذلك تقنيات التفكير الإيجابي و تعزيزه. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الدعم النفسي الدي يستمده المريض من بيئته الاجتماعية والتثقيف حول هذا الاضطراب أمورًا مؤثرة. فإذا تم تشخيص الوسواس القهري، ينبغي البحث عن مساعدة من قبل متخصصين في علم النفس و الطب النفسي لتقديم الدعم اللازم و الخطة العلاجية الانسب.
المرجع :
رزوق كنزة،المخططات المعرفية غير متكيفة لاضطراب الوسواس القهري pdf،رسالة ماستر علم النفس الاكلينيكي،جامعة العربي بن مهيدي،2018.