العلاج المعرفي هو ذلك العلاج الذي يستند على النموذج المعرفي الذي يفترض أن انفعالات الناس و سلوكياتهم تتأثر بإدراكهم للأحداث” (جابر وبومجان،2014) .
ويعد ” أحد أنظمة العلاج النفسي ،أسسه أرون بيك ويهدف إلى خفض ردود الأفعال الانفعالية عن طريق تعديل و تصحيح الأفكار و المعتقدات الخاطئة و المشوهة و إعادة تكييفها” (ميرفت أبو سعيد،2017).ويعرفه بيك Beck (مؤسس العلاج المعرفي ) على أنه ” طريقة بنائية مركبة و محددة الوقت و ذات أثر توجيهي فعال يتم استخدامها في علاج بعض الاضطرابات النفسية مثل القلق ،الاكتئاب و المخاوف المرضية وغيرها(جابر وبومجان،2014).
يعتمد العلاج المعرفي على البعد المعرفي ،وهو علاج قصير المدى ومحدد في الزمن،ويتأسس على التعاون بين المعالج و المفحوص ،كما أنه يرتكز على المنهج الحواري.
ويرجع العلاج المعرفي سبب توتر الفرد و مشاكله إلى طريقة نظرته للأشياء ،حيث ينتج السلوك الغير سوي عن الأفكار السلبية حول الذات أو عن المعتقدات المشوهة، وعلى هذا الأساس تقوم تقنية العلاج المعرفي على استراتيجية تغيير هذه الأفكار و المعتقدات (علوي و زغبوش،2009).
نشأة العلاجات المعرفية:
يرتكز العلاج المعرفي على أن السلوك الغير سوي ناتج عن الأفكار الغير سوية ،أو عن معتقدات مشوهة تؤثر على سلوك الفرد،و بالتالي يجب التركيز على تغيير هذه الأفكار(علوي و زغبوش،2009). وتعود فكرة أهمية تفسير الأحداث في انتاج السلوكات إلى مدارس فلسفية قديمة ،أهمها المدرسة الرواقية التي تشير إلى أن تفسير الانسان للأحداث هو المسؤول عن اختلال ميزاجه ،وأن سبب المشكلات النفسية يعود إلى تحريف الفرد للواقع و الحقائق بناءا على مقدمات و افتراضات مغلوطة .كما أنه يفترض البوذيون القدامى بأن انفعالات الانسان تنشأ من طريقة تفكيره،ولكي يغير الفرد من هذه الانفعالات عليه أن يغير من طريقة تفكيره(جديدي و قريشي،2015). وفي القرن الثاني قبل الميلاد كتب مارك أوريل (Marc Auréle) ما يلي ” اذا كان شيء ما يحزنك ،فإن ما يحزنك ليس هو الشيء في حد ذاته ، بل إن الحكم الذي تحمله حوله هو الذي يعكر صفوك ،ولا يتعلق الأمر إلا بك لمحو هذا الحكم من روحك ” (علوي و زغبوش،2009).
في نفس السياق يشير أبكتيتوس ( Abektitos)الى أن سبب اضطراب الناس هو تهويلهم للأشياء (جديدي و قريشي،2015).ويقول مارقوس أوريليوس (121- 180 بعد الميلاد ) ” لو أنك تأملت من أي شيء خارجي ،فليس هذا الشيء مايسبب لك الازعاج ولكن حكمك عليه ،وبمقدورك أن تزيل هذا الحكم “(هوفمان،2012)
وكما يشير بول دبويس ” إذا شئنا أن نغير العواطف ،فمن الضروري قبل كل شيء أن نغير الفكرة التي أنتجتها وأن نتبين أنها إما فكرة غير صحيحة في ذاتها أو أنها لا تمس شؤوننا و مصالحنا” (بيك،2000).
تأسس العلاج المعرفي على يد أرون بيك ((Aaron Beckفي جامعة بنسلفانيا في أوائل الستينيات وظهر كعلاج منظم و مختصر و متمركز حول الحاضر لمرض الاكتئاب ،و بعدها تم تيكييفه لمعالجة مجموعة من الاضطرابات النفسية المختلفة( جوديت بيك،2007).
ولقد كان بيك يشتغل بالتحليل النفسي و التداعي الحر فاكتشف أن معارف المفحوص خصوصا المصاب بالاكتئاب لها أثر في توجيه مشاعر و سلوكات هذا الأخير( بلغالم ،2016) . لقد عمل بيك بداية في مجال التحليل النفسي لكنه سرعان ماشعر بان التحليل النفسي يفتقر إلى الدعم التجريبي (هوفمان،2012).
يعد بيك(Beck) و اليس (Ellis) من أوائل المعالجين المعرفيين ولقد اهتما بالعوامل الوسيطية بين المثير و الاستجابة ،وتحدثا عن العوامل المعرفية التي أطلقا عليها مفهوم النشاطات المعرفية (Activités cognitives) (Sarron et Vera,2014).
لقد ساهمت نظرية باندورا للتعلم الاجتماعي و نظرية أبرامسون و أخرون (1978) و نظرية العجز المكتسب لسليجمان (1979) في تطور النظرية المعرفية و العلاج المعرفي.
كما أشار ماهوني (1974) من خلال كتابه ” المعرفة و تعديل السلوك” إلى أن السلوكية الكلاسيكية لاتؤمن بدراسة العمليات المعرفية كعوامل وسيطية في التعلم البشري ،و على هذا الأساس نادى بضرورة تبني نظرة إكلينيكية تعتمد أكثر على الجوانب المعرفية.ولقد اشتغل ماهوني كمحرر بمجلة” البحث و العلاج المعرفي” (Cognitive therapy and research) ، وتضم هذه الأخيرة البحوث التي تجرى حول العمليات المعرفية و الاضطرابات الاكلينيكية . وفي نفس السياق نشر ميكينبوم كتابا عنوانه” التعديل المعرفي السلوكي” يشير فيه إلى أهمية إدراج المتغيرات المعرفية(جابر وبومجان،2014) .
أسس العلاج المعرفي:
يشير كوترو (2001) Cottrauإلى أن العلاجات المعرفية استعارت من العلاجات السلوكية طابعها التنظيمي ،خصوصا تنظيم الحصص العلاجية في رزنامة ،وهي حصص محددة في الزمان (تبلغ عموما مابين 20 إلى 30حصة،مدة كل حصة 45 دقيقة).كما أنه في العلاجات المعرفية يساعد المعالج المفحوص في المرحلة الأولى على التعرف على أفكاره الغير واعي بها وأما في المرحلة الثانية يبحث عن العلاقة بين هذه الأفكار و الانفعالات و السلوكات التي تسبب المعاناة والتي يرغب المفحوص في تعديلها.
وعلى هذا الأساس يلخص هذا الباحث الأسس التي تقوم عليها العلاجات المعرفية فيما يلي:
– عندما يكون الشخص قلقا أو مكتئبا أو في حالة غضب سوف يفكر بطريقة لا عقلانية و سلبية و بالتالي يتصرف بطريقة غير واعية .
– بمساعدة معالج يمكنه أن يتعرف على هذه الأفكار و الإنفعالات السلبية و يعدلها.
-عندما تعدل هذه الأفكار و الأحاسيس المؤلمة يمكنه أن يصبح أكثر انتاجية وأكثر احتراما لذاته و بالتالي سيحيا حياة سعيدة.
– يمكن أن تحدث هذه النتائج في فترة قصيرة (ستة أشهر) خلال 20 حصة.
وفي نفس السياق تشير جوديت بيك (2007) الى مجموعة من الأسس والمباديء التي يقوم عليها العلاج المعرفي أهمها:
– التقييم المتنامي و المستمر للمفحوص.
-التحالف العلاجي السليم.
– التعاون و المشاركة الفعالة.
– وضوح الهدف و التمركز حول مشكلة .
-التركيز على الحاضر.
– العلاج المعرفي هو علاج تعليمي.
– التحديد الزمني.
– تعليم المفحوص كيف يتعرف و يقيم و يستجيب لأفكاره و معتقداته السلبية.
– استخدام تقنيات و طرق مختلفة تهدف الى تغيير الأفكار و الميزاج و السلوك.
تقنيات العلاج المعرفي:
يشير بلغالم (2017) الى أنه تهدف التقنيات المعرفية الى التعديل المعرفي .وفيما يلي مجموعة منها:
– التسجيل اليومي للأفكار الأتوماتيكية .
– تعديل الأخطاء المعرفية .
-الحوار و الأسئلة السقراطية ويتم فيه توجيه أسئلة مفتوحة للمفحوص حول أفكاره الأوتوماتيكية السلبية من بينها
– ماهو الجزء العقلاني في هذه الفكرة ؟.
– ماهي الأدلة التي تبرهن بها على صحتها ؟
– هل تستطيع رؤيتها من زاوية أخرى ؟.
– ماهو أسوأ شيء تتوقع حدوثه ؟.
تشير ميرفت أبو سعيد(2017) الى مجموعة من الفنيات العلاجية التي تعتمد عليها العلاجات المعرفية تتمثل أهمها فيما يلي:
– التعرف Identification على الأفكار السلبية اللامنطقية و اللاعقلانية.
– المناقشة Questioning
– إعادة التفكير Cognitive rehearsal
– إعادة البنية المعرفية Cognitive restructuring
– تحليل الايجابيات و السلبيات analysis Advantages and disadvantages
-المناقشة الجدلية السقراطية Socratic Questioning
– مهارة ضبط الذات (Self control skills)
رواد العلاج المعرفي
(البرت إليس و نظرية العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي)
مما تجدر الاشارة اليه ان أغلبية رواد الاتجاه المعرفي السلوكي هم ذاتهم رواد الاتجاه المعرفي .وأشهر هؤلاء الرواد هم البرت اليس و أيرون بيك.
من أشهر رواد الاتجاه المعرفي السلوكي ألبرت اليس صاحب نظرية العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي (Rational Emotive Behavior Therapy) .
أطلق اليس في البداية على هذا العلاج اسم العلاج النفسي العقلاني (Therapy Rational) بعدها أطلق عليه العلاج العقلاني الانفعالي(Rational Emotive Therapy). وفي الأخير العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي( هوفمان،2012).
أسس نظرية العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي:
يتلخص منهج هذا العلاج في أن الشخص قادر على التفكير بعقلانية لكنه وفي نفس الوقت يصبح فريسة سهلة لأفكاره و معتقداته غير العقلانية التي عليه محاربتها وتغييرها حتى يصبح تفكيره أكثر عقلانية و منطقية وهذا ما يعرف بإعادة البناء المعرفي.
ينطلق هذا الاتجاه من فكرة أن المشاكل و الاضطرابات النفسية ناتجة عن الأفكار السلبية نحو الذات وعن المعتقدات الخاطئة ،وأهم الصعوبات التي تواجه الشخص هو تمسكه بأفكار مثالية وغير واقعية .وبالتالي يهدف هذا النوع من العلاج الى جعل الأشخاص يقبلون العالم كما هو و ليس كما يجب أن يكون ،وكما يهدف إلى تعليم الشخص كيفية توظيف المنطق السليم في مواجهة أفكاره غير العقلانية(علوي و زغبوش،2009).
يهدف العلاج العقلاني الانفعالي الى جعل المفحوص واعيا بمعتقداته غير العقلانية و النتائج الانفعالية غير المناسبة لتلك المعتقدات .
قائمة الأفكار اللاعقلانية لألبرت إليس:
وضع اليس قائمة لهذه الأفكار اللاعقلانية:
1- (فكرة لا يمكن تحقيقها- فارضاء الناس غاية لا تدرك- مما يجعل الفرد أكثر عرضة للاحباط).
2- إن على الشخص أن يكون قادرا ومنجزا و يتمتع بالكفاءة حتى تكون له قيمة و أهمية.( إن وضع مثل هذا الهدف يجعل صاحبه في نضال مستمر و ان صادف فشل ما سيصاب بفقدان الثقة بالنفس).
3- إن الناس الذين يؤذوننا أو يفعلون مالا نحب هم سيئون بالضرورة و شريرون ويجب أن يعاقبوا على أفعالهم.( ليس هناك معيار مطلق للصواب و الخطأ ) .
4- تصبح الحياة مرعبة و لا تطاق إذا لم تسر الأمور كما نشتهي( إن التعرض للإحباط أمر عادي ،وكل منا معرض له و لكن من غير المعقول أن يقابل الاحباط بالحزن الشديد و الدائم- تجري الرياح بما لا تشتهي السفن-).
5- سبب الصعوبات النفسية التي يواجهها الانسان هو الظروف الخارجية التي لا يستطيع التحكم بها أو السيطرة عليها( التطرف في اسناد الأحداث).
6- الأشياء الخطيرة أو المخيفة هي أسباب الهم الكبير و الانشغال الدائم للتفكير ،و ينبغي أن يتوقعها الفرد دائما وأن يكون على استعداد لمواجهتها و التعامل معها(توقعات مسبقة سلبية مما يؤثر على ادراك المستقبل،و صاحبها يعيش في حالة تأهب قصوى مما يثير القلق و التوتر).
7- الأسهل للفرد أن يتجنب بعض المسؤوليات و أن يتحاشى مواجهة الصعوبات بدلا من مواجهتها (تنمية روح الانهزامية و عدم المواجهة مما قد يعقد الأمور ولا يسهلها) .
8- يجب أن يعتمد الشخص على الأخرين،ويجب أن يكون هناك شخص أقوى منه لكي يعتمد عليه(تنمية روح الاتكالية و التبعية للأخرين ).
9- إن الماضي يحدد السلوك الحاضر و الأحداث التي أثرت بمشاعرنا لا يمكن تغييرها أو محوها( نظرة غير عقلانية للماضي، واعتبار الحاضر و المستقبل أمرا حتميا للماضي).
10- يجب ايجاد الحلول لجعل الحياة أفضل( لا يمكن دائما ايجاد الحلول لأن هناك بعض الأمور ليس لها حل).
11- يجب على الفرد أن ينتابه الانزعاج إزاء المشكلات التي تصيب الأخرين.
أهداف العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي:
يشير اليس ان العلاج العقلاني الانفعالي يهدف الى القضاء على هذه الأفكار اللاعقلانية و محاربتها وذلك كما يلي:
– مساعدة المفحوص على الاهتمام بذاته دون التمركز حولها ، ودون تجاهل الأخرين
– مساعدة المفحوص على تحمل المسؤلية وتنمية الاستقلالية مع احتمال طلب المساعدة من الأخرين.
– مساعدة المفحوص على ادراك أنه لا توجد حقائق مطلقة و أكيدة .
– مساعدة المفحوص على الرضا عن نفسه و ذاته ،فلا يتوقف هذا الرضا فقط على
انجازاته الشخصية أو تقدير الآخرين له.
نموذج ABCDE لألبرت إليس:
ولقد وضع ألبرت اليس النموذج المعروف بالأحرفABC : يشير الحرف (A) Activating event)) إلى الحدث ويشير الحرفBeliefs) (B)) إلى المعتقدات و الافكار حول الحدث. أما الحرف (C ) (Conséquence)فيشير إلى الانفعالات والسلوكيات التي تنتج عن الاعتقادات ( الفحل، 2009 ).
يقوم النموذج ABC على إقناع المفحوص بأن النتيجة الانفعالية السلوكية (C)هي نتيجة للأفكار والمعتقدات الخاطئة (B) وليست نتيجة للحدث (A) (جابر؛بومجان،2013).
أضاف اليس إلى النموذج ABC الحرفينD)(و (E) ليصبح النموذج على الشكل التالي ABCDE ،حيث يشير الحرف( D)(Disputing intervention)إلى تدخل المعالج لتغيير المعتقدات ،بينما يشير الحرف(E)(Effect)إلى التغير الذي يطرأ على السلوكيات و الانفعالات بسبب تدخل المعالج( الفحل،2009 ).
فنيات العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي:
يعتمد نموذج اليس على عدة فنيات إرشادية منها:الحوار السقراطي،الإقناع والمناقشة ولعب الأدوار وكذلك النمذجة وأسلوب الفكاهة والمرح .كما يعتمد على الواجبات المنزلية وأسلوب التدريب على الاسترخاء(جابر و بومجان،2013).
أيرون بيك و نظريته حول الاكتئاب
خلافا لإليس يفضل (Beck) استعمال مصطلح اللاتكيفي (Maladaptive) بدلا من اللاعقلاني (Irational) ولقد توصل بيك من خلال عمله مع المصابين بالاكتئاب أن هؤلاء يمتلكون الكثير من الأفكار السلبية و التي تظهر عندهم بشكل تلقائي ،ولقد أطلق عليها بيك تسمية الأفكار الألية أو الأوتوماتيكية(هوفمان ،2012)
الأفكار الألية أو الأوتوماتيكية :
هي مصطلح أطلقه بيك على الأفكار و الصور الذهنية التي تظهر بشكل لا إرادي خلال تدفق الوعي الشخصي (كوروين و رودل،بالمر،2008).
يقصد بالفكرة الالية أو الأوتوماتيكية تلك الفكرة السريعة التي تأتي لتقييم وضعية ما،فهي الفكرة التي تحضر إلى الذهن بطريقة فجائية وتحدد الانفعال الذي يحسه الشخص(إما خوف ، فرح، غضب….الخ) كما تحدد السلوك المنبثق عن هذا (إما هروب،مواجهة ،فرح……الخ)(Rector,2010).
النموذج المعرفي لبيك
تقوم هذه الأفكار الأوتوماتيكية على معتقدات رئيسية عامة يطلق عليها تسمية المخططات التي يمتلكها الفرد عن نفسه وعن محيطه ومستقبله .وتحدد هذه المخططات الطريقة التي يفسر بها الفرد موقفا معينا (هوفمان،2012).
2-المخططات (Schémas):
هي عبارة عن بنيات معرفية لدى الفرد وتتكون من الاعتقادات و الافتراضات والتوقعات و المعاني و القواعد .وهي تمثل الإطار الأساسي الذي يعتمد عليه الفرد في فهمه لذاته و العالم والعلاقة مع الأخرين.وتعتبر هذه المخططات المسؤولة عن تنشيط الأفكار التلقائية، حيث يشير بيك أن الأفكار التلقائية تنبثق من نظام المعتقدات التي تتكون في مرحلة الطفولة ،و ينظر إلى هذه الأفكار على أنها حقائق مطلقة(بلغالم،2017) .و كمثال عن هذه القواعد ما يلي: ” إذا لم تستطع أن تقوم بعمل ما بصفة تامة الكمال (parfaitement ) فلا تحاول القيام به” .
وسنحاول من خلال المخطط التالي أن نوضح وضعية الأفكار الأوتوماتيكية:
وضعية الأفكار الأوتوماتيكية
إضافة إلى الافتراضات و القواعد يتحدث بيك عن المعتقدات القاعدية .
المعتقدات القاعدية (Croyances de base):
توجد هذه المعتقدات في مستوى معرفي أعمق من القواعد و الافتراضات ، وتكتسب بصفة مبكرة في الحياة ، وهي ترتكز على مفاهيم صارمة و مطلقة .ومن أمثلتها ” أنا ذكي” ، ” أنا لا أصلح لشيء “. ويشير بيك إلى أن الأشخاص الذين يمتلكون معتقدات سلبية هم أكثر عرضة للإكتئاب من الأشخاص الذين يمتلكون معتقدات قاعدية ايجابية(Rector,2010).
الأفكار الأوتوماتيكية و التحريف المعرفي:
يشير بيك الى ان الأفكار الأوتوماتيكية أو الألية السلبية تؤدي الى التشويه المعرفي و التحريفات ،و بالتالي فالأفكار السلبية الناتجة عن هذه التحريفات المعرفية هي أصل وصميم الاضطرابات النفسية(جابر و بومجان،2013) .وتتحدد هذه التحريفات في عدة أنواع:
– التفكير بطريقة الكل أو اللا شيء(إدراك الشخص لذاته و للآخرين بطريقة متطرفة )
– التهويل و التضخيم (تحمل معنى المبالغة،أي يجعل من الحبة قبة).
– القفز إلى الاستنتاجات دون وجود أدلة مدعمة.
– التعميم الزائد ( تفسير جميع الأحداث في ضوء قاعدة واحدة،ومن خلال عنصر من وضعية ما يضع قاعدة عامة ).
– التفكير الثنائي(أبيض أو أسود).
– التجريد الانتقائي(التركيز على جانب واحد من الموقف و اهمال الجوانب الأخرى،مع التركيز على الجوانب السلبية و اهمال الجوانب الايجابية).
كيفية تعديل الأفكار الأوتوماتيكية :
ان التعرف على الأفكار الأوتوماتيكية والتحريفات المعرفية التي تظهر خلال مواجهة مفحوص لمشكلة ما يقتضي من هذا الأخير الحديث عن الوضعيات التي سببت له التوتر حديثا لأن هذا سيسمح باكتشاف العلاقة بين هذه الأفكار و الانفعالات و السلوك. وتظهر هذه الخطوات في التمارين التي يلتزم المفحوص بتطبيقها خارج الحصص العلاجية وذلك من خلال الجدول الذي وضعه بيك (1995) ،والذي يمثل كيفية تسجيل الاختلال الوظيفي للتفكير(علوي و زغبوش،2009)
التاريخ و الساعة | الموقف | التفكير الألي أو الأوتوماتيكي | الانفعال | التفكير البديل | النتيجة |
1.ماهو الموقف أو الحدث الذي جعلك تشعر بانفعال غير مريح؟
2. ماهي الاحساسات الجسدية التي شعرت بها |
1. ماهي الأفكار أو الصور التي خطرت بذهنك ؟
2.إلى أي حد تثق في كل واحدة من هذه الأفكار على حدى ؟. |
1.بماذا شعرت في هذا الوقت (حزن، قلق، غضب…) ؟
2. ماهي كثافة الانفعال (0- 100% ) |
.1(اختياري) ماهو التحريف المعرفي الذي قمت به؟
(مثلا :كل شيء أو لاشيء ،قراءة في ذهن الأخر،….). 2.استعمل الأسئلة أعلاه للإجابة عن التفكير الألي 3. ما مدى ثقتك في كل اجابة؟. |
1. ما مدى ثقتك في الأفكار الألية ؟
2.ماهو الانفعال الذي تشعر به الأن ؟ ما كثافته (0- 100% ( 3.مالذي ستفعله الأن أو ستفعله في المستقبل؟. |
بعض الأفكار الأوتوماتيكية الاكتئابية:
– لدي صعوبة على مواجهة العالم .
– لست طيبا.
– لماذا لا أنجح دائما
– لا أحد يفهمني.
– لا أظن أنني أستطيع الاستمرار.
– لا أستطيع أن أبدأ الأشياء أو أشرع في الأمور.
– أريد أن أكون شخصا أخر.
-أكره نفسي.
– أنا عديم القيمة.
– أريد أن أزول.
– أنا بدون أمل.
– لا أستطيع أن أتمم الأشياء
إقرا ايضا،كتاب حالات عيادية في العلاج المعرفي السلوكي
المرجع :
أشروف كبير سليمة .دروس جامعية في مادة العلاجات السلوكية المعرفيةpdf. جامعة اكلي امحند أولحاج بالبويرة